الصلع يصيب كل من الرجال والنساء لذا بدلًا من إخفائه وراء القبعات والأوشحة، والشعر المستعار، مع وجود ما يمنع من الخضوع لجراحة زراعة الشعر وهي الخيار العلاجي الأكثر حكمة في الكثير من الحالات، إلا أن التطورات العلاجية التجميلية لا تتوقف، فهل فكرت من قبل في استخدام الميزوثيرابي للصلع الوراثي؟ تعرفوا عليه بين السطور القادمة.

يحدث الصلع الوراثي لكل من الرجال والنساء على السواء، ولكنه يشيع أكثر لدى الرجال، ويبدأ في صورة قلة الشعر وروجوعه إلى الوراء على شكل حرف M أو U في مقدمة الرأس، ثم يأخذ في التراجع حتى يصيب تاج الرأس وصولًا إلى المنتصف، بينما  لدى النساء يظهر في أماكن متعددة من الرأس ولا يرتبط بمكان واحد.

عند تجاوز الثلاثينات إلى الأربعينات تبدأ مشكلات الصلع الوراثي عندما ينتج الجسم إنزيمات ألفا-5 التي تحول هرومن الذكورة التستوستيرون إلى أحد مشتقاته الذي يعرف بالديهدروتستوستيرون DHT، يعمل على تقليص بصيلات حتى تضعف وتموت ويتساقط الشعر في النهاية.

ويحدث الصلع في الجزء الأمامي من الرأس لدى الرجال؛ لأن بصيلات الشعر تكون أكثر حساسية في الجزء العلوي والأمامي أكثر من الأجزاء الجانبية والخلفية، بينما لدى النساء لا توجد مناطق في فروة الرأس أكثر حساسية من الأخرى لذا لا يرتبط الصلع بمنطقة محددة ويظهر في صورة قلة كثافة الشعر العامة لدى النساء وتكون فراغات الشعر.

عند الحديث عن تساقط الشعر لا نقصد بالتأكيد التساقط اليومي الطبيعي، الذي يقدر بنحو 50 إلى 150 شعرة في اليوم، وقد يتجاوز التساقط هذا الامر ليصل إلى 250 شعرة عند غسل الشعر، بل الأسباب الأخرى المفاجئة التي تصيب الشعر ومنها:

ينمو الشعر ويتساقط بشكل طبيعي ويمر بثلاث مراحل آخرها مرحلة التساقط وتعرف بمرحلة الراحة، وفيها يتحول الشعر من مرحلة النمو التي تستمر 3 إلى 8 سنوات ويدخل فيها كل الشعر المرئي على الرأس، ثم مرحلة الانتقال وتسمر لعدة اسابيع وفيها يستعد الشعر للدخول في مرحلة الراحة التي تستمر حتى 3 شهور، ولا يدخل الشعر في كل المراحل في نفس الوقت.

ويحدث تساقط الشعر في هذه الحالة بشكل مفاجئ يصيب الشعر نتيجة التوتر أو الضغط العصبي، أو صدمة الجسم الناتجة عن النزول المفاجئ في الوزن، أو الخضوع لعملية جراحية، أو الإصابة بالحمى الشديدة مما يدفع أكبر عدد من الشعر إلى الدخول في مرحلة الراحة، وقد ينمو الشعر مرة أخرى بعد هذه الحالة.

من الأسباب التي يترتب عليه سقوط الكثير من الشعر، وهي عبارة عن اضطراب نفسي يصيب الشخص ويدفعه لانتزاع الشعر من الرأس بشكل لا إرادي.

عبارة عن عدوى بكتيرية عادةً ما تحدث للأطفال وقد تحدث للبالغين، وتنتقل هذه العدوى عبر مشاركة أدوات تصفيف الشعر، وتؤدي لتساقط الشعر في بقع متعددة من الرأس.

وهو أحد حالات اضطراب الجهاز المناعي في الجسم، ويترتب عليه مهاجمة الجهازالمناعي للعديد من خلايا الجسم، وكذلك بصيلات الشعر فتموت في النهاية ويتساقط الشعر.

تحدث نتيجة سحب الشعر بقوة للوراء، وتصفيف الشعر بشكل خاطئ مثل عمل الضفائر الضيقة، وذيل الحصان للوراء وربطه وقوة، مما يضغط على الشعر ليتساقط في النهاية.

قد تؤدي حالات أخرى لتساقط الشعر، ومنها:

• الأنيميا ونقص التغذية.

• النظام الغذائي قليل البروتين.

• فرط نشاط الغدة الدرقية.

• متلازمة تكيس المبايض المتعددة.

• عدوى فروة الرأس مثل الصدفية، أو التهاب البصيلات.

يستخدم الميزوثيرابي للصلع الوراثي عن طريق حقن فروة الرأس بمركبات عديدة من الفيتامينات والأدوية والمعادن، والإنزيمات، والأحماض الأمينية، تعطي فروة الرأس جرعة قوية من المغذيات تعمل على تنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس وتعزيز عملها بشكل أفضل، كما تؤدي إلى استعادة التوازن الهرموني في فروة الرأس، وتهدئة هرمونات DHT التي تتسبب في الصلع الوراثي، وتتكون من:

• مستخلصات نباتية طبيعية.

• فيتامينات.

• فيناسترايد.

• مينوكسيديل.

• مادة الكومارين.

• أستيل رباعي الببتيد.

• نانو ببتيد.

• السيليكون العضوي.

تعمل حقنن الميزوثيرابي للصلع الوراثي عن طريق حقنها في فروة الرأس مباشرة على تحفيز نمو الشعر وإطلاق بصيلات الشعر الجديدة، وتنشيط البصيلات النائمة والضعيفة، فينمو الشعر مرة أخر وتزداد كثافته، ويعتمد الإجراء على خطوتين:

الطريقة الميكانيكية: يتم خلالها تمرير فرشاة سلكية على فروة الرأس، هذه الفرشاة مدببة الأطراف، وأثناء تمريرها يترتب عليها ثقوب صغيرة في فروة الرأس تدفعها إلى تكوين ألياف كولاجين وإيلاستين جديدة أثناء الشفاء، وهي الخلايا الأساسية التي يتكون منها الجلد، وتساعد في تقويته، وزيادة مرونتها.

الطريقة الكيميائية: يتم حقن المواد الكيميائية التي تتكون منها إبر الميزوثيرابي، وتقوم كل مادة بوظيفة متنوعة من بينها تحفيز إنتاج بصيلات جديدة، وتعزيز وصول الدورة الدموية إلى فروة الرأس.

إذا كانت فروة الرأس تعاني من ضعف الدورة الدموية تقوم إبر الميزوثيرابي بنشيطها، وفي حالة وجود التهابات في فروة الرأس تتسبب في تساقط الشعر، يتم حقن مواد مضادة للالتهاب لتهدئة فروة الرأس.

تستغرق الجلسة الوحدة من 30 دقيقة إلى ساعة واحدة، ويتم الحقن في الطبقة المتوسطة في فروة الرأس التي تعرف بالأدمة، بعمق 1 ملجم وتقع تحت البشرة وتربطها بطبقة الدهون وأنسجة الجلد.

يمكن أن يخضع للعلاج باستخدم حقن الميزوثيرابي للشعر كل من يعاني من:

• تساقط الشعر البقعي.

• قلة كثافة الشعر.

• تساقط الشعر الوراثي.

• علاج قشرة الرأس القاسية.

ولا يمكن الخضوع للإجراء في الحالات التالية:

• من يعانون من أية أمراض جلدية.

• الإصابة بالتهابات الجلد وفروة الرأس.

• أمراض السكري.

• الالتهابات الناتجة عن الحمل.

• لا يجب الخضوع له في فترة الحمل.

تختلف فترة استخدام الميزوثيرابي للصلع الوراثي باختلاف حالة ودرجة تساقط الشعر، والمشكلات التي تعاني منها فروة الرأس، ودرجة الاستجابة للعلاج، ولكن أغلب الحالات تحتاج تكرار العلاج لمدة 4 أشهر، وعمل جلسة واحدة كل أسبوع، وبمجرد بدء الشعر في الاستجابة للعلاج يقل عدد الجلسات ومعدل تكرارها، ولكن إكمال الدورة يؤدي للحصول على أفضل النتائج.

يتميز الميزوثرابي للصلع الوراثي على بعض العلاجات الأخرى بالآتي:

• إجراء آمن تمامًا.

• عدم الحاجة إلى تخدير، إلا في حالة الحساسية تجاه الألم.

• تنتج عنه آثار جانبية طفيفة مثل التفاعل والتحسس، ويمكن اختبارها بشكل مسبق.

• لا يحتاج لفترة تعافي طويلة.

• الإجراء غير مؤلم لأغلب الحالات.

أغلب من خضعوا لحقن الميزوثيرابي للصلع الوراثي لاحظوا النتائج التالية:

• تحسين حجم الشعر وعلاج الفراغات به.

• يمنع تكسر وتقصف الشعر.

• يجعل البصيلات الجديدة تنمو أسرع.

• يعالج الأنسجة التالفة والمتضررة في فروة الرأس.

• تقليل تساقط الشعر وفقدانه.

• تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس.

• إصلاح الاختلالات الهرمونية داخل بصيلات الشعر وحولها.

• شعر أقوي وأكثر بريقًا.

لا يتطلب الخضوع لحقن الميزوثيرابي للصلع الوراثي فترة تعافي أو عناية مكثفة، ولكن بعد الانتهاء من الجلسات يجب الحفاظ على الشعر وتنظيفه، وغسله بشامبو يصفه الطبيب لترطيب وتغذية الشعر، كما يجب الالتزام بالتغذية السليمة، واتباع نمط حياة صحي.

بمجرد الانتهاء من العلاج يمكن العودة إلى الأنشطة اليومية، ويمكن ملاحظة التغيرات في غضون 12 شهرًا، ولكن بشكل عام تختلف النتائج من فرد لآخر حسب الاستجابة للشفاء، وحسب نشاط الدورة الدموية والأنسجة التالفة في فروة الرأس، أو الإصابة بالالتهابات فكل حالة تتطلب فترة شفاء مختلفة.

كانت هذه عزيزي القارئ كافة المعلومات عن حقن الميزوثرابي للشعر الوراثي وكيفية الخضوع للإجراء، وما مميزاته ونتائجه، وفي النهاية نتمنى أن نكون تمكنّا من تقديم إجابات كافية لكل أسئلتكم، وإن رغبتم في طرح المزيد من الأسئلة، أو الحصول على استفسارات أخرى، لا تترددوا في التواصل مع مركز د.وائل غانم.